من منا لم يكن في حاجة يومًا لرعاية صحية له أو لأحد أفراد الأسرة، دائماً ما كان الأمر محير أثناء البحث عن أفضل مستشفى أو أفضل مقدم رعاية صحية، أو كنا في حاجة لممرض على وجه السرعة ولم نستطع الوصول لأحد. دائمًا ما كانت الرعاية الصحية أمرًا حرجاً يمس حياتنا اليومية ولا نستطيع إيجاد حل واضح وفعال يكون مشبع لحاجاتنا. بينما أتى التمريض المنزلي بحلول سهلة وفي المتناول للجميع.
صحة الإنسان لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف، حيث يجب توفير الرعاية الصحية اللازمة دائمًا في أسرع وقت وعن طريق من هو محل ثقة. يظن البعض أن التمريض المنزلي قد لا يكون محل ثقة كبيرة، وهو ما قد ثبت خطأه في الآونة الأخيرة خصوصًا في ظل جائحة فيروس كورونا. أو يظن البعض أنه قد لا يكون فعال في توفير الرعاية المناسبة لكل الحالات، وأن دوره يقتصر فقط على إعطاء الحقن أو تركيب الكانيولا وغيرها.
يعد مجال الرعاية الصحية من أكثر المجالات تعقيدًا وتأثيرًا على حياة البشر، وذلك بسبب تعلقه المباشر بحياة الإنسان، وظهر التمريض المنزلي ليحصل على ثقة العديد من الناس، بينما يزال البعض غير متأكد من كفاءته في توفير الرعاية الكافية.
وما لاق قبول كبير من الناس، هو سهولة الوصول لخدمات التمريض المنزلي عن طريق تطبيق على هواتفنا المحمولة، مما جعل الرعاية الصحية في متناول الجميع.
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنعرض ما يمكن أن يقدمه التمريض المنزلي، وتوضيح أدواره وما يستطيع أن يقدم.
ما هو التمريض المنزلي؟
الطواقم التمريضية هي جزء أساسي ولا غنى عنه في مجال الرعاية الصحية، يأخذون على كاهلهم تنفيذ ما ينصح به الطبيب والحرص على تلقي المريض الرعاية الصحية المناسبة. يتمحور دور الممرض أو الممرضة حول التعامل المباشر والمستمر مع المريض وتوفير له كل سبل الراحة والرعاية.
كما يراعي التمريض العامل النفسي للمريض والحرص على توفير ظروف نفسية تبث روح التفاؤل والاطمئنان لديه وهو ما يساعد على الوصول للشفاء بشكل أسرع.
تختلف أدوار الطواقم التمريض، حيث يوجد مستويات للتمريض بمسؤوليات مختلفة، يمكن تصنيفها كالتالي:
أخصائي تمريض: يكون حاصل على بكالوريوس تمريض من الجامعة، وهو مدرب على التعامل مع جميع أنواع الحقن الوريدي والعضل وتحت الجلد، كما يمكنه تركيب قسطرة بولية أو كانيولا وسحب عينات الدم.
فني تمريض: يكون حاصل على دبلوم تمريض لمدة سنتين، أو حاصل على شهادة ثانوية تمريض. تتشابه وظائفه مع تلك المعني بها الأخصائي بشكل كبير.
مساعد تمريض: وهو لا يكون حاصل على شهادة لها علاقة بالتمريض، ويكون دوره في المساعدة بكل الأمور الخاصة بالمريض من نظافة وتنظيم وجبات والمساعدة أثناء التحرك وغيرها من الخدمات. وهو غير مخول للتعامل مع جميع أنواع الحقن.
يمكننا الآن إدراك أهمية التمريض في مجال الرعاية الصحية، بالتالي تخيل أن يتوفر كل هذا في المنزل. من الطبيعي أن لا يكون الممرض قادر على التشخيص أو وصف العلاج، ولكن يأتي دوره بعد استشارة الطبيب المعالج، وهو ما قد توفره بعض مقدمي الخدمة.
رعاية المسنين بالمنزل
يتجلى دورها التمريض المنزلي خلال خدمة رعاية المسنين بالمنزل، حيث استطاع حل المعادلة الصعبة عن طريق توفير رعاية فعالة للمسن وتوفير ما يحتاج إليه، بينما هو في منزله دون الحاجة لدار المسنين وتبقى العائلة من حوله.
يكون المسن في حاجة لرعاية خاصة وفريدة من نوعها، حيث يتعرض الإنسان لتغيرات فسيولوجية ونفسية كبيرة عند الدخول في مرحلة الشيخوخة، لذلك يكون في حاجة للمساعدة التي تستطيع توفير له حياة كريمة وصحية.
توفر خدمة رعاية المسنين بالمنزل طواقم تمريض متخصصة في التعامل مع كبار السن، وتشمل الخدمة أيضًا توفير الأجهزة الطبية اللازمة إذا تطلب الأمر لذلك.
يستطيع التمريض المنزلي أن يوفر أثناء رعاية المسنين بالمنزل:
- مساعد تمريض يقيم مع المسن في منزله لعدد من الساعات يوميا، والذي يتمثل دوره في توفير الوجبات والحرص على توفير بيئة مناسبة له والحفاظ على نظافته الشخصية.
- في بعض الحالات توفر خدمة رعاية المسنين بالمنزل فني تمريض أو أخصائي تمريض إذا كان المسن في حاجة إلى تركيب كانيولا أو قسطرة أو الحصول على دواء عن طريق الحقن.
- توفر رعاية المسنين بالمنزل أيضا حالة من الاستقرار النفسي للمسن، بالحصول على المساعدة والرعاية المطلوبة دون الحاجة إلى مغادرة منزله والابتعاد عن عائلته.
تعتبر خدمة رعاية المسنين بالمنزل طوق نجاة استطاع أن يبقي العائلة موحدة ومتماسكة مع توفير الحياة اللائقة لكبار السن فيها.
رعاية صحية شاملة
بالتأكيد لا تقتصر خدمات التمريض المنزلي على رعاية المسنين بالمنزل، حيث يستطيع توفير رعاية صحية متكاملة في المنزل تشمل جميع أفراد الأسرة.
- تأهيل ما بعد العمليات الجراحية:
عند خضوع أحدهم لعملية جراحية قد يستغرق الأمر وقتا طويلا من أجل الشفاء الكامل والعودة للحياة الطبيعية. بطبيعة الحال يكون المريض في هذه الحالة في حاجة إلى الكثير من الرعاية والملاحظة، وقد يستمر في البقاء في المستشفى لفترة طويلة.
وهو ما يمكن توفيره في المنزل من خلال التمريض المنزلي عن طريق شفتات التمريض، كما يمكن أيضًا توفير وحدة رعاية مركزة في المنزل عن طريق إمكانية تأجير أسرة طبية مماثلة لتلك المتواجدة في المستشفى، مع توفير جميع الأجهزة الطبية التي قد يكون المريض في حاجة إليها.
كما يتم توفير فريق تمريضي مدرب ومجهز لاستخدام مثل هذه الأجهزة والتعامل مع الحالات الحرجة.
- خدمات سريعة:
وهي متمثلة في طلب ممرض من أجل الحصول على حقنة في توقيت معين أو تركيب كانيولا على وجه السرعة أو تركيب قسطرة بولية.
يتم توفير أخصائي أو فني تمريض فقط في هذه الحالة، وهم المخول لهم التعامل مع مثل هذه الخدمات.
كما يستطيع التمريض المنزلي أن يوفر العناية اللازمة لجميع أنواع الجروح، مثل جروح العمليات الجراحية وقرح الفراش و جروح القدم السكري.
- استشارات طبية:
يوفر العديد من مقدمي خدمات التمريض المنزلي الفرصة للتواصل مع أطباء متخصصين.
وبالتالي يستطيع الممرض تنفيذ ما يطلبه الطبيب والمتابعة الدورية معه.
التمريض المنزلي في عصر فيروس كورونا
تجلى أيضًا دور التمريض المنزلي أثناء جائحة فيروس كورونا، وحدث ذلك من خلال عدة طرق، كان أهمها توفير خدمات عزل منزلي توفر رعاية صحية للمصاب، مع حماية باقي أفراد الأسرة من التعرض للإصابة.
من جهة أخرى، حققت خدمة رعاية المسنين بالمنزل حماية لكبار السن من التعرض للإصابة، وهو الأمر الضروري جدا حيث يعتبر كبار السن الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا الخطيرة.
يعتبر التمريض المنزلي الأن عنصر مهم في مجال الرعاية الصحية، حيث بإمكانه توفير احتياجات العديد من الحالات الصحية في المنزل. الأن يمكنك طلب خدمات التمريض المنزلي المتنوعة من خلال تطبيق حكيمة، الذي يوفر لك مستوى خدمة متميز، مقدمة لك من خلال طواقم تمريض مدربة على أعلى مستوى.